المنبر الحسيني المنبر الحسيني هو أداة تعليم وأداة إصلاح مكملة لثروة الامام الحسين (ع) التي لم تنتهي منذ ان بدأت الى الان فهي ثورة الانسانية المستمرة ضد الظلم والاستبداد اينما كان . ولما كانت هذه الاداة والتي تلعب دورا بارزا في تشكيل الصبغة العامة التي تعكس ثقافة المجتمع بكل فئاته واطيافه فإننا يجب ان نعالج ونرتقى بمستوى هذه الاداة التي تعدت حدود جدران المآتم لتصل الى كل العالم عن طريق التسجيلات الصوتية سابقا والانترنيت والقنوات الفضائية في الوقت الحاضر. والمنبر في تطوره لا يرقى إن لم يترقي مستوى من يرقى عليه ففاقد الشي لا يعطيه ! والرقي بمعناه السامي لا يمكن الا اذا بقى المنبر الحسيني حسينيا والتطور لا يأتي بعيدا عن الاهداف التي رسمها الامام منذ بداية ثورته وأولها الدمعة التي وصفها الامام الصادق عليه السلام بالحرارة التي في قلوب المؤمنين, وايضا فلقد من الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال إذ ان التزكية تأتي قبل العلم والحكمة وهذه التزكية لا تأتي الا بعد ان تسمو الروح وتعيش الحسين بكل معانيه. فالبكاء على الحسين ليس كما يصفه البعض على انها حالة عاطفية تتكرر كل عام بتكرار المصاب العظيم إنما بكائنا هو البكاء الواعي الذي يجعل من النفس الانسانية في حالة استعداد لتقبل العلم المعرفة والحكمة لتسمو الانفس في طريق الكمال الروحي وهذا ما لا يراعيه الكثيرون من الذين يرتقون المنبر ويتشعبون في امور لا صلة لها بالاهداف الحقيقة لثروة الامام الحسين مما يجعل المستمع لا يفرق بين عاشوراء وبين أي مناسبة دينية اخرى فتفصيل الخطاب للمستمع وجب ان يكون على اساس الدمعة اولا أي على اساس تزكية النفس وهذا يدعونا إلى أن ننظر إلى الخطابة نظرة خاصة متميزة عن غيرها من أنواع الخطابات لما لها من قديسة خاصة عند جميع المسلمين وحتى عند اخواننا السنة وهذه النظرة يجب ان تكون جامعة بين العبرة والعِبرة وبين الدمعة والفكرة وننظر إلى دور الخطابة الحسينية في الحفاظ على ثقافة عاشوراء الاصيلة حتى لا تتحول عاشوراء الى امور جادمة ويتحول الحسين الى معارض صور وفعاليات صامتة ليس بها روح ولا تمت بمسالة التزكية بأي صلة فالمنبر هو أقوى الصلات التي تؤثر عن طريق مزج الفكر والمحبة والبرهان العاطفي الذي تجسد في كربلاء وأهمها البكاء على مظلومية الحسين، ومن خلالها أيضاً نفهم أهداف الإمام من ثورته بل يمكن أن نجعل هذا المنبر منطلقا لإيصال صوت الإسلام إلى كل مكان.
السبت، 12 سبتمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق