الخميس، 12 أغسطس 2010
رسالتي لأحبتي
ألطاف إلهية بدأت بالنزول علينا مع حلول الشهر الكريم , ألطاف بعضها نراه ونشعره وبعضه خفايا وغيبيات تحوم حولنا لتصل بنا الى ما هو أفضل لنا ولديننا, فلنجتهد من ألان للتطّهر من أدرانِ الذنوب والمعاصي فالله عز وجل كرم هذا الشهر على باقي الشهور واختاره ليكون سيد الشهور وفيه يُكتب للعبد قدره وطريق سير حياته إلى السنة التي بعدها فالرزق والعافية ودفع البلايا والتوفيق أبوابٌ لا تحتاج الى مفاتيح فهي كلها مشرعةٌ على مصاريعها تنتظر دخول العبد لينهل بما فيها من خيرات بإذن الله تعالى. فأيّ إرادة قوية، بل أي نظام أدق من أن ترى المؤمن في مشارق الأرض ومغاربها يمسك عن طعامه وشرابه مدة من الزمن، ثم يتناوله في وقت معين، ثم يمسك زمام نفسه من أن تذلّ لشهوة أو تسترق لنزوة أو ينحرف في تيار الهوى الضال. بل إنه يقول لسلطان الهوى والشهوة : لا، وما أروعها من إجابة إذا كانت في مرضاة الله. لا يرفث ولا يصخب ولا يفسق، ولو جرح واستثار كوامنه لجم نوازع الشر بقوله: ( اللهم إني صائم ). أحبتي .. الأيام تمر مرّ السحاب، وتمضي السنون سراعاً، ونحن في غمرة الحياة ساهون، وقلّ من يتذكر أو يتدبر واقعنا ومصيرنا، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً .أحبتي.. في شهر رمضان المبارك تخفُ وطأة الشهوات على النفس المؤمنة ويستذكر الانسان تاريخ ذنوبة الثقال وتُرفع أكف الضراعة بالليل والنهار. فواحد يسأل العفو عن زلته، وآخر يسأل التوفيق لطاعته، وثالث يستعيذ به من عقوبته، ورابع يرجو منه جميل مثوبته، وخامس شغله ذكره عن مسألته فسبحان من وفقهم، وغيرهم محروم.وأعلموا أحبتي أن في هذا الشهر الكريم سيذكّرنا الله بذنوب اقترفناها من سنوات عديدة وأصبحت في طي النسيان لكن الله يريد منا ان نتذكرها في هذه الأيام بالتحديد وكأنه يقول يا عبدي في صحيفة أعمالك ذنوبٌ اقترفتها لم تستغفرني منها بعد ولم أتب عليك منها بعد, استغفرني الآن لأتوب عليك وأجعلك في هذا الشهر من العتقاء من النار. وأي رحمة هذه وعطف يضاهي هذه الرحمة ؟!أحبتي لنعاهد أنفسنا على أن لا نعود لمعصية وان يكون هذا الشهر الكريم بداية لحياة جديدة خالية من الذنوب التي يتمثل مجملها في العادات السيئة التي تعودناها من كذب وشتيمة ونظرة محرمة واغتياب وسوء ظن في أخواننا المؤمنين وليكن هذا الشهر أيضا بداية لنا لنصحح المفاهيم الخاطئة بالتزاور وحضور المجالس القرآنية والأمسيات الدعائية التي تزكي وتطهر النفس ولا ننسى صلة الرحم في هذا الشهر الكريم والدعاء للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات فنحن امتداد لهم وحتى يذكُرنا أبناءنا وأحفادنا فلنذكر الماضين فهو حق عليناهي رسالتي الأولى وستليها رسائل أخرى فأرجو أن تتقبلوها مني واسأل الله يوفقنا لصيام وقيام هذا الشهر الذي أكرمنا به الله حتى بأنفاسنا إذ جعلها فيه تسبيح, وان يرزقنا ويكتبنا من المرحومين وليس المحرومين وان يجعلنا من العتقاء من النار أحمد حبيبللنشرة الرمضانية التابعة لحسينية الزهراء عليها السلام - جبلة حبشي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق