أيها العابرون

هنا متسع للأسئلة / الكلام / الصمت / الضحك الطويل .. قوموا من سباتكم .. و اهجروا قبوركم .. سدوا ثغورَ هالاتِكم بالذِكر .. تجوَّلوا في محراب عالمي .. وتحصّنوا بإسم الله من همزات الشياطين.. وبالصلاة على رسوله وآله من عفاريتِ الجن التي تسترق السمع!
أهلا بكم أيها العابرون

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

سقط الرهان على المحرق


قلم : أحمد حبيب

لا يأتي ذكر البحرين في التاريخ دون التطرق لتلك الجزيرة التي جمعت فوق ترابها المزيج المتجانس لكل ثقافة وتراث البحرين في بقعة صغيرة المساحة, فعلى شواطئها تناغمت ألحان الصيادين وفي أسواقها تراقصت الأقمشة على وقع البخور والعنبر ومن مجالسها خرجت القصص التراثية والتي نحكيها نحن الآن لأبنائنا وأحفادنا تماما كما ورثناها من الآباء والاجداد.
هي المحرق التي ترتفع منها مناراتٍ لمساجد جمعت كل المذاهب حتى صار المصلي يرى تجسيدا واقعيا لقوله تعالى أن المساجد كلها لله.
وعلى عكس المدن والمناطق الاخرى في البحرين والتي عادة ما تتمتع بالخصوصية المذهبية إلا ان المحرق جمعت تلك الخصوصيات في احضانها, فالشعائر الدينية لكلا الطائفتين لها احترامها وتقدريها المتبادل بل ان لكل الطائفتين تاريخ حافل في انجاح تلك الشعائر.
فلا تستغرب عنكا ترى ابناء الطائفة السنية في الحسينيات يشاركون في خدمة المعزين وكذلك ليس بغريب ان ترى ابناء الطائفة الشيعية يشاركون في المساجد في شهر رمضان المبارك وغيرها من المناسبات.
على مر عقود لا نستطيع التمييز بين أبناء المحرق فكلهم يتكلمون اللهجة - المحرقية - فعندما يقول لك احدهم – انا محرقي – لا تستطيع ان تعرف من أي طائفة هوَ ! وهذا لا يعود للشكل او اللون او الملبس وحتى الإسم فالكثير من أسماء العوائل هي نفسها لأبناء الطائفتين فالأمر يعود للخصوصية التي يتمتع بها أبناء هذه الجزيرة في التعايش مع بعضهم البعض والإندماج فيما بينهم.
اليوم وبعد ان عصفت في البلاد الأزمة السياسية والتي ما زالت مستمرة منذ فبراير الماضي فالبعض من الذين لا يريدون الخير للبحرين يعول على الفتنة الطائفية ليصل لمآرب طالما حاول وعبر سنوات للوصل اليها من خلال بث الأفكار والمعتقدات والمغالطات عن طريق الخطب او المنشورات او حتى الكتب والتسجيلات الصوتية, أهدافهم بدت واضحة للعقلاء والتي ترمي لتقسيم المجتمع على اساس طائفي لكن يبدو ان هناك إختيار غير موفق للبدء بمشروع التقسيم الطائفي للمكان, فاختيار المحرق كتربة خصبة لمشروع الفتنة الطائفية هو إجهاض لهذا المشروع قبل ولادته فأبناء المحرق أكبر من تنطلي عليهم هذه المشاريع التي أطلقها مجموعة لا تمثل سوى نفسها إذ رفعت صوت النشار بالتحريض والسب والشتم مدعيةً حبها للوطن.
أبناء المحرق اليوم هم الرهان على دحر هذه الاصوات وإسكاتها الى الأبد وسيثبتون كما أثبتوا دائما لكل العالم ان البحرين عامة والمحرق خاصة كانت وما تزال وستبقى بلد التعايش والإخياء والمحبة والمثال الذي يتحتذى به في حب الوطن
المحرق بسماهيجها وعرادها وحِدِّها ودَيرها وحيّاكها وسواحلها و-فرجانها- قد أعلنوها وبالخط العريض ان لا مكان للطائفيين بينهم

ذكرى وفة الامام الباقي عليه السلام

ليست هناك تعليقات: