أيها العابرون

هنا متسع للأسئلة / الكلام / الصمت / الضحك الطويل .. قوموا من سباتكم .. و اهجروا قبوركم .. سدوا ثغورَ هالاتِكم بالذِكر .. تجوَّلوا في محراب عالمي .. وتحصّنوا بإسم الله من همزات الشياطين.. وبالصلاة على رسوله وآله من عفاريتِ الجن التي تسترق السمع!
أهلا بكم أيها العابرون

الخميس، 24 فبراير 2011

كانك يا بوزيد ما غزيت

بكل مقاييس الانجازات ومقوماتها فقد وصلت الثورة التي انطلقت منذ عشرة أيام الى أعلى مستوى – غير متوقع – فالتفاعل الجماهيري الغير مسبوق وتركيز وسائل الاعلام العالمي وسلمية التحرك وسيل لعاب السلطة للجلوس على طاولة الحوار هي الثمار التي تقطفها الثورة الان من تلك الشجرة التي غرسها الشهداء في هذه الارض ورووها بدمائهم الزكية, هذه الانتفاضة التي اتسمت بطابعها السلمي والتي ضمت أغلب الشرائح المجتمعية من شيعة وسنة محامين ونواب وعمال وأطباء وعلماء وكتّاب ومثقفين ووطنيين هي الان على مفرق الطريق ! فعلى جانبيها أنفاق ومن امامها طريق معبّد وما عليها سوى المضي قدما بنفس الاصرار والعزيمة وبنفس الروح الوطنية وبنفس المطالب التي ضحى من أجلها الشهداءهذه الثورة التي جمعت الكبير والصغير وألفت قلوب المتخاصمين وأذابت كل الخلافات والاختلافات السياسية والمذهبية وجمعت مئات الآلاف في مسيرة لم تشهدها هذه الارض من قبل حيث هتف الجميع وبصوت واحد ( أخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما انبيعه ) هذه المسيرة والتي اثببت للنظام قبل غيره مدى سلمية هذا الشعب واصراره على نيل حقوقه المشروعه في العيش بكرامه وحرية وأن ينال كل ما سُلب منه منذ عشرات السنين.اليوم والثورة أمام خيار الحوار والذي ابدت جميع الاطياف رفضه ما لم يبدي النظام جديته في ذلك وقد وضعت هذه الاطياف اشتراطات أولى من ضمنها تبييض السجون وسحب كافة القوات الامنية وإسقاط الحكومة ومحاسبة المتسبيين في قتل وترويع أبناء الشعب وما لم يتم تطبيق هذه الاشتراطات فلا يمكن أن يكون هناك حوار.هذه المطالب كانت السقف الاولي الذي تبنته الجمعيات السياسية مع أطراف اخرى بالتنسيق مع الشباب المعتصم اليوم قد اعتلت أصواط أخرى تنادي برفع هذا السقف ليصل الى إسقاط النظام بأكلمه وهو أمر عبر عنه بعض الرموز والقيادات السياسية على أنه ممكن اذا ما توفرت نفس العزيمة ونفس الاصرار لكن إلى اي مدى يمكن التوافق على هذا المطلب وكيف سيجري تتابع الأحداث خصوصا بعد الافراج عن قادة الشارع والعودة المرتقبة لزعيم المعارضة من خارج البلاد ؟ خصوصا وأن الاخير صرح أكثر من مرة عبر وسائل الاعلام ان المطلوب هو اسقاط النظام بأكلمه وليس اسقاط الحكومة في حين تنادي الجمعيات السياسية في الداخل بإسقاط الحكومة فقطصمت الحكومة الرسمي إزاء الاحداث الاخيرة وتنفسيها عن ما يجول بخاطرها عن طريق الاعلام الغير نزيه والذي يكرس كل طاقته لبث الفتنة والطائفية البغيضة لا اعتقد انه سيطول لذا بأي إتجاه ستمضي هذه الثورة ؟ هل استمرار التحرك السلمي لإسقاط الحكومة ام لإسقاط كامل النظام ؟ ام ينتهي كل شي بتقديم بعض التنازلات لحقن الدماء والخروج من الازمة سريعا كما كان يحدث سابقا وبنفس السيناريوهات لتعود الحياة كما كانت عليه وكأنك يا بوزيد ما غزيت

بقلم : أحمد حبيب

ليست هناك تعليقات: