السبت، 19 فبراير 2011
مواطن ليس له اسم
يا "أنت " كما تنادى النكرة غالباً، أنت فقط دون التقيد بحدود لأسم "واحد" كونك لا تخضع للأسماء كما لا تخضع للجنسيات أو تواريخ الميلاد، وهذا يعود إلى كونك لست موجود "تقريباً" في نظر الغالبية الساحقة على سطح هذا الكوكب والـ لا موجود يسهل التلاعب بصفاته وبياناته الشخصية فليس هناك من سيدافع عنه أو يرفع قضية رد اعتبار لمجهول بلا هوية. يا أنت كما تحب الضمائر أن تداري عجز الأسماء عن احتوائك وحيثما تكون يلفك الظلام والضياع في محاولة لحفظ ماء وجه الأماكن التي هي الأخرى تعجز عن انتماءك أيها الـ لا محدود فلا وجواز ملون تحمله في محفظتك الشخصية وربما هذا يعود لكونك تنتمي إلى فكرة فقط، -والأفكار لا تقاس بالجبر أو الهندسة- فأنا أعرف أنك تنتمي إلى فكرة الثورة والخروج عن الجسد المغلول بالخطايا تنتمي إلى عالم نحن لا ندركه بحواسنا الخمس هذه ولم نجرب يوماً أن نقضي أجازتنا الصيفية فيه ، حيث لا دين إلا وثنية الجوع حيث لا قانون إلا النضال من أجل البقاء حيث لا حرية إلا الموت .يا "أنت" أنا لا أعرفك ولا حتى كيف تكون ملامح وجهك، لا أعرف كيف ابدأ خطابي هذا لك هل أقول يا سيدي أم سموك لا أعرف أن كان يجدر بي إضافة تاء تأنيث بعد أسمك ولست أدري أن كنت متزوج أم عازب حي أو ميت –في هذه اللحظة- أو في ما بينهما ، ولكنيّ أعرف أني أحبك، أي والله أحبك جداً جداً وهذا ليس حب من أول نظرة كون تلك النظرة لم تحصل بعد،وليس حب في الله فأنا أحبك حتى لو كنت مجوسي تجاهد من أجل حقوقك كما أنه ليس حب مصلحة فلا حاجة لي منك، إنما هو حب متمرد أحب أن أدعوة "الحب غير المشروط " فهو مفتوح الصلاحيات كحاكم عربي ومفتوح الحدود كشيك بلا رصيد يكتب الآن إلى أحد جلاديك . حب مفعم بالعاطفة حتى أنه يتملكني فأنا أشتاق إليك كوجه أمي ذات غربة وأحتاج إليك كرطب جنياً بعد مخاض وأفتخر بعلاقتنا هذه فأحدث أصدقائي عنك في أوقات الغيبة.أدعوا لك كل يوم قبل النوم كأنك ولدي في ليلة مصيرية تحدد مستقبله،أعلق صورك في غرفتي لأنك بطلي المفضل نعم أنت سوبرمان أحلامي أحلم أن أكون يوماً ما مثلك-وأنا أعلم أن هذا النوع من الأحلام لا يتحقق- اشعر رغم تباعدنا بما يؤلمك وأتألم لألمك، أشعر أيضاً بمدى مشروعية وبساطة مطالبك ووجوب الجهاد لتحقيقها ولهذا لا أخشى على حياتك سواء كنت الآن تنتفض في ميدان التحرير بمصر أو أمام وزارة الداخلية في تونس لا أعرف هل تجلس الآن في أحد شوارع صنعاء أو تموت في ليبيا أو تكتم الغيظ في الجزائر أو كنت الآن ترمي حجراً مقدساً في موطن بيت الله ، المهم أنك تبذر من أحلامك في كفوف الأطفال حتى تنمو في جيل لن تشهده أنت. أحب فيك تضحيتك من أجلي دون أن أسألك ذلك وإصرارك العجيب على تقديم تلك التضحية، أشعر أمامك بتلك المهابة التي تنتاب البعض عند سماع نشيدهم الوطني وحين أغتابك في خواطري أقف احتراما لسيرتك الذاتية .نعم أنت الذي لا يعرفه أحد لأنه بسيط وهامشي وعادي ومتواضع رغم أنك أنت من تصنع لنا التغيير أنت الذي ستحشر مع وطن يوم لا ظل إلا ظلة فأنت أحببته لوجه الله وتعلق قلبك به كأنه محراب لأداء مناسك بطولتك فيه، تحلم يوماً أن تتزوج وتنجب مِن مَن تحب ولكنك في وطن " عاقر " يخرج فيه ألف مسيخ دجال كل ليلة.هل تعلم أني حين أخرج في مظاهره ما لا أرفع صوراً لجيفارا أو نيلسون منديلاً فصورك تغنيني عن ذلك ، وهل تعلم أني لا أقتبس مقولات مارتن لوثر كنغ أو المهاتيما غاندي في صفحتي على الفيس بوك فكلامك يكفيني ، أنت أيها الـ لا محدود رغم كل تواضعك ولهجتك البدوية المنعشة مشهور جداً في قلبي، نصائحك تلهمني متعة الصبر خلف القضبان البشرية ونبرة صوتك هي أغنيتي المحببة التي أسمعها كل صباح مع فنجان من قصصك الأشبه بالأساطير. أسلم عليك في كل مجلس لا طلباً للحسنات وإنما إجلال لشخصك وكفى –وأعترف بذلك- أعرف أني أبالغ أحياناً في تصويري لك حتى تغار منك دفاتري ولكن صدقني المحبة تفعل أكثر دون شعور .أنت أيها الـ لا محدود يا أنا يا أحمد يا حسين يا زينب يا بدور يا فارس يا بسمة يا صباح وطني المثقل بجفونه يا قصيدة فخر تمنح الإباء لكل من يسمعها يا من ترفع أدوات النداء بقيمة المنادى يا من تمنح تراب عمرك الثمين لأمثالي من الجبناء يا من ترفع صوتك دون الاكتراث بأتيكيت الكلام يا من تصدح فينا مجداً شعراً خلوداً وألق كمئذنة لا تكل من تكرار حيا على الفلاح والله أني أحبك وأنا لا أعرفك ولن أعرفك والله أني أشتاق إليك كمشتاق بلا أمل لصحوة جيل مهدور الذوق والعفة.أكتب وأنا أعرف انك لن تقرأني ولن تعرف بشأني ومع ذلك أكتب، أمسح لك جوخك رغم علمي أن لا مصلحة مكتسبة منك، أغار منك وعليك وأنا لا أعرف شهادتك وماهية ملامح وجهك كيف تبدو لكني أحبك ويشقيني ما يشقيك وينصرني من ينصرك وأقسم غيابياً أنك تبادلي ذات المشاعر .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق