أيها العابرون

هنا متسع للأسئلة / الكلام / الصمت / الضحك الطويل .. قوموا من سباتكم .. و اهجروا قبوركم .. سدوا ثغورَ هالاتِكم بالذِكر .. تجوَّلوا في محراب عالمي .. وتحصّنوا بإسم الله من همزات الشياطين.. وبالصلاة على رسوله وآله من عفاريتِ الجن التي تسترق السمع!
أهلا بكم أيها العابرون

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

عندما تُمنح ساجدة شهادة الوفاة قبل شهادة الميلاد

بقلم : أحمد حبيب

في خضم الاحداث المتسارعة التي شهدتها البحرين بدءً من فبراير الماضي ومرورا على حجم الانتهاكات والتجاوزات التي أعلنها رئيس اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق ووصولا الى اليوم فلا يوجد ما هو واضح في الأفق من إنفراج سياسي او نقطة تحول يمكنها تصحيح الاوضاع بشكل مباشر, فالمبادرات من أي أطراف كانت لم تصل لمستوى حللة الازمة, ومفردة –الإصلاح- أصبحت من الامور التي تحتاج لتطبيقها مؤتمرات ولجان وتوجيهات تحتاج هي نفسها للجان ايضا لدراسة تنفيذ عمل اللجان الاولى!

جلالة الملك الذي أعلن في خطابه عن أسفه وألمه وخيبه أمله للتجاوزات والإنتهاكات التي قرأها السيد بسيوني امامه في حضور وسائل الاعلام المحلية والعالمية والتي على أثرها اصدر اوامره –الملك- بتطبيق التوصيات التي جائت في التقرير إلا ان بعض الإنتهاكات والتجاوزات مازالت مستمرة حيث كانت من نتائج التقرير إستخدام القوة المفرطة والغير مبررة في التعاطي مع من يحاول التعبير عن رأيه بالطرق السلمية, لكن على ارض الواقع يستمر هذا الامر عن طريق تطبيق العقاب الجماعي الذي يطال الكثير من القرى بالاستخدام المفرط للغازات المسيلة للدموع وكان آخرها في منطقة البلاد القديم, واخص بالذكر هذه المنطقة تحديدا لانها شهدت حادثة اهتزت لها قلوب العامة والامهات خاصة حيث قضت – ساجدة – حتفها! لم تسل منها قطرة دم ولم يكن بها كدمات ولم تكن بالغة لتصاب بالامراض المستعصية كالهبوط الحاد او ارتفاع ضغط الدم, حتى ان الامراض الوراثية التي يعاني منها شريحة واسعة من شعب البحرين كمرض فقر الدم المنجلي لايمكن ان نعرف انها مصابه به لأن ساجدة لم تبلغ من العمر سوى أربعة أيام ! حيث أعلن والدها ان تعرضت لحالة إختناق حادة نتيجة عدم مقدرته من عزلها عن تلك الغازات, ولانها رضيعة فلا يمكن لك ان تتخيل انها كانت تشارك في احدى المسيرات او الاعتصامات لذا فمن الطبيعي ان تكون في بيتها وتحديدا في احدى الغرف الدافئة لتحتمي من موجة البرد التي تجتاح البلاد هذه الايام, ما الذي أدخل تلك الغازات لداخل منزلها؟ هل نوافذ المنزل كانت مفتوحة في الجو البارد ام غزارة وكثافة الغازات التي يتم إغراق المنطقة بها ؟ حتى اننا كنت نشاهد تلك الغازات في بعض الصور وكانها سحابة غيم ماطرة

ساجدة بُعثت لتكون شاهدا عتيدا لحجم المأساة التي يعاني أهالي القرى من عقاب جماعي يطال الجميع والجدير هنا بالذكر ان من الاجراءات الرسمية لتصدير شهادة الميلاد للمولود تحتاج الى إسبوع في حين ان شهادة الوفاة يتم إصدارها في نفس اليوم لذا لم تحصل ساجدة على شهادة الميلاد إنما شهادة الوفاة !

وأي شهادة ؟!

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

ذاكرة ليس لها وجه

لا هُروبَ أبداً , أقفُ وتقفُ معي بقايا آلام الانغماس بروحي

نتصفّحُ وجوه الدفاتر , الوجه الأول لا يشبهني أبداً , يشبهكَ أنتَ كثيراً

الوجه الثاني لا يحمل أيّاً من تفاصيلي , أرى به نفس القناع الذي ترتدي

الوجه الثالث لستُ أنا , هو وجهكَ ! الوجه الرابع لاعلاقة لي به , تعرفه ؟!

الخامس , السادس , السابع , الدامع , الضائع , كلَّ وجوه دفاتري ترتعُ بها .

أعدْ لي وجوهي , وأعدكَ بأن أكتبكَ قصيدة اخيرة

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

سقط الرهان على المحرق


قلم : أحمد حبيب

لا يأتي ذكر البحرين في التاريخ دون التطرق لتلك الجزيرة التي جمعت فوق ترابها المزيج المتجانس لكل ثقافة وتراث البحرين في بقعة صغيرة المساحة, فعلى شواطئها تناغمت ألحان الصيادين وفي أسواقها تراقصت الأقمشة على وقع البخور والعنبر ومن مجالسها خرجت القصص التراثية والتي نحكيها نحن الآن لأبنائنا وأحفادنا تماما كما ورثناها من الآباء والاجداد.
هي المحرق التي ترتفع منها مناراتٍ لمساجد جمعت كل المذاهب حتى صار المصلي يرى تجسيدا واقعيا لقوله تعالى أن المساجد كلها لله.
وعلى عكس المدن والمناطق الاخرى في البحرين والتي عادة ما تتمتع بالخصوصية المذهبية إلا ان المحرق جمعت تلك الخصوصيات في احضانها, فالشعائر الدينية لكلا الطائفتين لها احترامها وتقدريها المتبادل بل ان لكل الطائفتين تاريخ حافل في انجاح تلك الشعائر.
فلا تستغرب عنكا ترى ابناء الطائفة السنية في الحسينيات يشاركون في خدمة المعزين وكذلك ليس بغريب ان ترى ابناء الطائفة الشيعية يشاركون في المساجد في شهر رمضان المبارك وغيرها من المناسبات.
على مر عقود لا نستطيع التمييز بين أبناء المحرق فكلهم يتكلمون اللهجة - المحرقية - فعندما يقول لك احدهم – انا محرقي – لا تستطيع ان تعرف من أي طائفة هوَ ! وهذا لا يعود للشكل او اللون او الملبس وحتى الإسم فالكثير من أسماء العوائل هي نفسها لأبناء الطائفتين فالأمر يعود للخصوصية التي يتمتع بها أبناء هذه الجزيرة في التعايش مع بعضهم البعض والإندماج فيما بينهم.
اليوم وبعد ان عصفت في البلاد الأزمة السياسية والتي ما زالت مستمرة منذ فبراير الماضي فالبعض من الذين لا يريدون الخير للبحرين يعول على الفتنة الطائفية ليصل لمآرب طالما حاول وعبر سنوات للوصل اليها من خلال بث الأفكار والمعتقدات والمغالطات عن طريق الخطب او المنشورات او حتى الكتب والتسجيلات الصوتية, أهدافهم بدت واضحة للعقلاء والتي ترمي لتقسيم المجتمع على اساس طائفي لكن يبدو ان هناك إختيار غير موفق للبدء بمشروع التقسيم الطائفي للمكان, فاختيار المحرق كتربة خصبة لمشروع الفتنة الطائفية هو إجهاض لهذا المشروع قبل ولادته فأبناء المحرق أكبر من تنطلي عليهم هذه المشاريع التي أطلقها مجموعة لا تمثل سوى نفسها إذ رفعت صوت النشار بالتحريض والسب والشتم مدعيةً حبها للوطن.
أبناء المحرق اليوم هم الرهان على دحر هذه الاصوات وإسكاتها الى الأبد وسيثبتون كما أثبتوا دائما لكل العالم ان البحرين عامة والمحرق خاصة كانت وما تزال وستبقى بلد التعايش والإخياء والمحبة والمثال الذي يتحتذى به في حب الوطن
المحرق بسماهيجها وعرادها وحِدِّها ودَيرها وحيّاكها وسواحلها و-فرجانها- قد أعلنوها وبالخط العريض ان لا مكان للطائفيين بينهم

ذكرى وفة الامام الباقي عليه السلام

الأحد، 30 أكتوبر 2011

مثقلون بما يكفي من ذكريات


أقف على مسافةٍ بعيدة من التأمل وسأكون واقعيا جدا ومنطقيا أكثر .. سأبتعد عن رتابة الكلمات ومزاجية الحروف وملل السرد وسأتكلم بإسم من يؤيدني فقط ومن يعارضني سأكنه له كل ما يستحق !
تتوالى الاحداث وتتسارع الخطى الى النهاية الحتمية ونحن مثقلون جدا ، مثقلون بما يجب أن يقال ، وما لا يمكن أن يقال ، مثقلون إلى الحد الذي لا يمكننا معه فعل شيء آخر غير الكتابة التي نتخفف بها قليلا.
بعض الأشياء عندما نكتبها فذلك لأجل أن ننساها فقط ، نكتبها لأنه من المحال على الذاكرة أن تتحمل ألمها أكثر مما فعلت، نكتبها لكي يكون بمقدورنا أخيرا أن ننساها في وقت يتذكرها فيه الآخرون دون ألم .وبعض الأشياء عندما نكتبها فلأننا لانملك أي خيار آخر ، كما هو الحال عندما نكتب عن أنفسنا لأن الآخرين جعلونا نفعل ذلك !
ذاكرة الآخرين لا تحتضر أبدا ولهذا نكتب عن أنفسنا أحيانا ..نكتب لأن الكثير مما يتذكره الآخرون عنا ليس هو ما نتذكره عن أنفسنا ، وليس هو مما يمكن لنا أن نسمح للآخرين بأن يتذكروه عنا ..نكتب لأجل أن يتذكرونا بالطريقة التي نريدها نحن ، نكتب كيلا يفسدوا ذكرياتنا وكيلا يجعلوها أسوأ مماهي عليه في الواقع ..
في وقت متأخر جدا من حياتك تدرك أن للآخرين ذاكرة أيضا ، تدرك ذلك بعد أن أصبحت ذاكرة الكثير منهم تختزن العديد من المشاهد لك ، مشاهد كنت تظن أنها ملك لك وحدك ولكنك تكتشف أنها لم تكن كذلك ، مشاهد هم يتذكرونها على نحو أنت لا تتذكر أنها كانت عليه مطلقا !لم تكن تعلم أن كونك البطل الوحيد فيها لم يكن سببا كافيا يقرر الآخرون من أجله نسيانها ، وأن ثمة دوافع كثيرة تجعل الآخرين لاينسون ، ولايهم أبدا كيف بدا الأمر لك حينها تافها أو لا يستحق ، ففي الذاكرة متسع لكل شيء !الآخرون يتذكرون دائما ما يجب أن ينسى ، وما لا يجب أن ينسى ينسونه تماما ..
إنهم يتذكرون عنا أكثر مما نتذكره نحن عن أنفسنا ، وأكثر مما يجب عليهم أن يتذكروه عنا!
لكثرة ما يحدثك الآخرون عنك وعن أشياء لاتتذكرها عن نفسك ، تتساءل عما إذا كانت ذاكرتك معطوبة ، وما إذا كنت قد عرفت نفسك يوما ؟!إنهم يعيثون فسادا في ذاكرتك ، ويتلفون الكثير مما تملكه عن نفسك ، ليستبدلوه بأشياء لم تكن يوما في حياتك ، لتتساءل مرة أخرى ما إذا كانت تلك خطيئتك أنك كنت مستهترا لامباليا ، أم هي خطيئتهم أنهم لم يغفروا لك ماغفروه لأنفسهم ؟!
هل هي خطيئتك أنك لم تكن ترى الأمور بأعينهم ، أم هي خطيئتهم حيث لم يشاؤوا أن يروا الأمور كما كنت تراها أنت ؟!
لم يكن منصفا من قال لي يوما أن النسيان يحدث رغما عنا ، لقد نسي أن يخبرني أننا نتذكر رغما عنا أكثر مما ننسى ، وأن الآخرين مهما كان النسيان قريبا منا فإنهم قادرون على أن يجعلوه بعيدا جدا .
وحدها تلك الأشياء التي لا نرغب في نسيانها ، والتي حدثت مرة ثم لم تتكرر، تتوارى سريعا خلف الذاكرة ، تتوارى حيث يصعب نبشها والبحث عنها . يصبح النسيان صعبا عندما تقرره وحدك ، وتصبح الأشياء التي ترغب في نسيانها أكثر إلحاحا على الذاكرة ، وتصبح الكتابة في كثير من الأحيان وسيلة للتخلص ليس إلا .



أحمد حبيب

الأربعاء، 9 مارس 2011

تمخضت الطائفية فأنجبت " بلطجة


البحرين ذلك الارخبيل الجميل الذي يسكنه شعب لم يتجاوز المليون في مزيج مجتمعي متآلف ومتحاب قلَّ ما وُجد على أرض أخرى, إذ عند هذا الشعب فقط تذوب كل الخلافات والاختلافات المذهبية والعرقية ورغم الحقب العصيبة التي مر بها هذا الشعب من استعمار وثورات شعبية على مستوى الوطن العربي عام 67 وحرب 73 مرورا بسنوات "الجريش" ووصولا للإنتفاضات الشعبية في السبعيات والتسعينات وسقوط الشهداء مازال هذا الشعب المعروف بطيبته وبساطته ورغم كل الاضطهاد والظلم الذي يُمارس ضده مازال يحمل تلك الصفات التي يتمييز بها عن باقي الشعوب بما فيها شعوب المنطقةفي كل أزمة يحاول من يريد تفكيك هذه اللحمة ان يطلق الاصوات النشاز ليحاول – مع علمه بالفشل – أن يبث سموم الفرقة بين اطياف هذا الشعب الطيب ليضرب على أوتار لا صوت لها سوى في إذنه وإن يخلق الخوف وعدم الطمأنينة في نفوس جزء من هذا الشعب ويوهمه بقصص لا توجد إلا في خياله فقط, هذا الشعب الذي لم يعرف معنى كلمة طائفية ولم يدري يوما ماهي لا على المستوى النظري ولا على المستوى العملي هو اليوم يسمع بها ويحاول البعض ان يجعلها واقعا في المجتمع البحريني بل لم يكتفوا بزرع هذه الكلمة في نفوس عامة الشعب عن طريق وسائل الاعلام الغير نزيهه والتي لا تتمتع بالاخلاق المهنية إنما تمادوا أكثر بالتحريض للخروج للدفاع عن أنفسهم من أوهام لا وجود لها. هذه الاوهام يروج لها من لا يريد صلاح هذا البلد لدرجة انه لا يعرف حتى الجهة التي يجب ان ينتقدها او يسقطها فمرة يصف شريحة كبيرة من أبناء هذا الشعب بالمجرمين والكفرة ومرة ينتقد النظام الذي يرى فيه انهم ولاة الامر حيث ان كلامهم حجة والاعتراض عليهم مشكل شرعا وفي ذات الوقت لا يرضى بمكارمهم ومبادراتهم وإجراءاتهم في التغيير في مسلسل من التناقضات التي لا تدل إلا على امور لا أحبذ ذكرها.اليوم مجموعة صغيرة لا تمثل أي جهة ولا تنتمي لأي تيار او جماعة او طائفة تأثرت بشكل سلبي بالمغالطات والاوهام التي أطلقها من لا يريد صلاح هذه الامة إذ حملوا الاخشاب والسيوف والاسلحة البيضاء ظناً منهم انهم سيخوضون حرباً ولا ادري مع من سيخوضونها ؟! شعب البحرين هو شعب الورود والطيبة وفي ذات الوقت هو شعب الصمود الذي لا يخشى من الترسانات العسكرية فضلا انه يخشى من أدوات حادة ! أقول لكم أيها الاحبة أنتم أبناء هذه الارض وكل من عليها اخوة وأحباب ولا تحتاجون سوى ان تزيلوا الوقر من آذانكم وافتحوا أعينكم لتروا ان أخوانكم هم من سيدافعون عنكم وانهم من سيضحون بأنفسهم من أجلكم لأنهم يؤمنون أنكم جزء منهم وهم جزء منكم

أحمد حبيب09/03/2011

الخميس، 24 فبراير 2011

كانك يا بوزيد ما غزيت

بكل مقاييس الانجازات ومقوماتها فقد وصلت الثورة التي انطلقت منذ عشرة أيام الى أعلى مستوى – غير متوقع – فالتفاعل الجماهيري الغير مسبوق وتركيز وسائل الاعلام العالمي وسلمية التحرك وسيل لعاب السلطة للجلوس على طاولة الحوار هي الثمار التي تقطفها الثورة الان من تلك الشجرة التي غرسها الشهداء في هذه الارض ورووها بدمائهم الزكية, هذه الانتفاضة التي اتسمت بطابعها السلمي والتي ضمت أغلب الشرائح المجتمعية من شيعة وسنة محامين ونواب وعمال وأطباء وعلماء وكتّاب ومثقفين ووطنيين هي الان على مفرق الطريق ! فعلى جانبيها أنفاق ومن امامها طريق معبّد وما عليها سوى المضي قدما بنفس الاصرار والعزيمة وبنفس الروح الوطنية وبنفس المطالب التي ضحى من أجلها الشهداءهذه الثورة التي جمعت الكبير والصغير وألفت قلوب المتخاصمين وأذابت كل الخلافات والاختلافات السياسية والمذهبية وجمعت مئات الآلاف في مسيرة لم تشهدها هذه الارض من قبل حيث هتف الجميع وبصوت واحد ( أخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما انبيعه ) هذه المسيرة والتي اثببت للنظام قبل غيره مدى سلمية هذا الشعب واصراره على نيل حقوقه المشروعه في العيش بكرامه وحرية وأن ينال كل ما سُلب منه منذ عشرات السنين.اليوم والثورة أمام خيار الحوار والذي ابدت جميع الاطياف رفضه ما لم يبدي النظام جديته في ذلك وقد وضعت هذه الاطياف اشتراطات أولى من ضمنها تبييض السجون وسحب كافة القوات الامنية وإسقاط الحكومة ومحاسبة المتسبيين في قتل وترويع أبناء الشعب وما لم يتم تطبيق هذه الاشتراطات فلا يمكن أن يكون هناك حوار.هذه المطالب كانت السقف الاولي الذي تبنته الجمعيات السياسية مع أطراف اخرى بالتنسيق مع الشباب المعتصم اليوم قد اعتلت أصواط أخرى تنادي برفع هذا السقف ليصل الى إسقاط النظام بأكلمه وهو أمر عبر عنه بعض الرموز والقيادات السياسية على أنه ممكن اذا ما توفرت نفس العزيمة ونفس الاصرار لكن إلى اي مدى يمكن التوافق على هذا المطلب وكيف سيجري تتابع الأحداث خصوصا بعد الافراج عن قادة الشارع والعودة المرتقبة لزعيم المعارضة من خارج البلاد ؟ خصوصا وأن الاخير صرح أكثر من مرة عبر وسائل الاعلام ان المطلوب هو اسقاط النظام بأكلمه وليس اسقاط الحكومة في حين تنادي الجمعيات السياسية في الداخل بإسقاط الحكومة فقطصمت الحكومة الرسمي إزاء الاحداث الاخيرة وتنفسيها عن ما يجول بخاطرها عن طريق الاعلام الغير نزيه والذي يكرس كل طاقته لبث الفتنة والطائفية البغيضة لا اعتقد انه سيطول لذا بأي إتجاه ستمضي هذه الثورة ؟ هل استمرار التحرك السلمي لإسقاط الحكومة ام لإسقاط كامل النظام ؟ ام ينتهي كل شي بتقديم بعض التنازلات لحقن الدماء والخروج من الازمة سريعا كما كان يحدث سابقا وبنفس السيناريوهات لتعود الحياة كما كانت عليه وكأنك يا بوزيد ما غزيت

بقلم : أحمد حبيب

السبت، 19 فبراير 2011

مواطن ليس له اسم

يا "أنت " كما تنادى النكرة غالباً، أنت فقط دون التقيد بحدود لأسم "واحد" كونك لا تخضع للأسماء كما لا تخضع للجنسيات أو تواريخ الميلاد، وهذا يعود إلى كونك لست موجود "تقريباً" في نظر الغالبية الساحقة على سطح هذا الكوكب والـ لا موجود يسهل التلاعب بصفاته وبياناته الشخصية فليس هناك من سيدافع عنه أو يرفع قضية رد اعتبار لمجهول بلا هوية. يا أنت كما تحب الضمائر أن تداري عجز الأسماء عن احتوائك وحيثما تكون يلفك الظلام والضياع في محاولة لحفظ ماء وجه الأماكن التي هي الأخرى تعجز عن انتماءك أيها الـ لا محدود فلا وجواز ملون تحمله في محفظتك الشخصية وربما هذا يعود لكونك تنتمي إلى فكرة فقط، -والأفكار لا تقاس بالجبر أو الهندسة- فأنا أعرف أنك تنتمي إلى فكرة الثورة والخروج عن الجسد المغلول بالخطايا تنتمي إلى عالم نحن لا ندركه بحواسنا الخمس هذه ولم نجرب يوماً أن نقضي أجازتنا الصيفية فيه ، حيث لا دين إلا وثنية الجوع حيث لا قانون إلا النضال من أجل البقاء حيث لا حرية إلا الموت .يا "أنت" أنا لا أعرفك ولا حتى كيف تكون ملامح وجهك، لا أعرف كيف ابدأ خطابي هذا لك هل أقول يا سيدي أم سموك لا أعرف أن كان يجدر بي إضافة تاء تأنيث بعد أسمك ولست أدري أن كنت متزوج أم عازب حي أو ميت –في هذه اللحظة- أو في ما بينهما ، ولكنيّ أعرف أني أحبك، أي والله أحبك جداً جداً وهذا ليس حب من أول نظرة كون تلك النظرة لم تحصل بعد،وليس حب في الله فأنا أحبك حتى لو كنت مجوسي تجاهد من أجل حقوقك كما أنه ليس حب مصلحة فلا حاجة لي منك، إنما هو حب متمرد أحب أن أدعوة "الحب غير المشروط " فهو مفتوح الصلاحيات كحاكم عربي ومفتوح الحدود كشيك بلا رصيد يكتب الآن إلى أحد جلاديك . حب مفعم بالعاطفة حتى أنه يتملكني فأنا أشتاق إليك كوجه أمي ذات غربة وأحتاج إليك كرطب جنياً بعد مخاض وأفتخر بعلاقتنا هذه فأحدث أصدقائي عنك في أوقات الغيبة.أدعوا لك كل يوم قبل النوم كأنك ولدي في ليلة مصيرية تحدد مستقبله،أعلق صورك في غرفتي لأنك بطلي المفضل نعم أنت سوبرمان أحلامي أحلم أن أكون يوماً ما مثلك-وأنا أعلم أن هذا النوع من الأحلام لا يتحقق- اشعر رغم تباعدنا بما يؤلمك وأتألم لألمك، أشعر أيضاً بمدى مشروعية وبساطة مطالبك ووجوب الجهاد لتحقيقها ولهذا لا أخشى على حياتك سواء كنت الآن تنتفض في ميدان التحرير بمصر أو أمام وزارة الداخلية في تونس لا أعرف هل تجلس الآن في أحد شوارع صنعاء أو تموت في ليبيا أو تكتم الغيظ في الجزائر أو كنت الآن ترمي حجراً مقدساً في موطن بيت الله ، المهم أنك تبذر من أحلامك في كفوف الأطفال حتى تنمو في جيل لن تشهده أنت. أحب فيك تضحيتك من أجلي دون أن أسألك ذلك وإصرارك العجيب على تقديم تلك التضحية، أشعر أمامك بتلك المهابة التي تنتاب البعض عند سماع نشيدهم الوطني وحين أغتابك في خواطري أقف احتراما لسيرتك الذاتية .نعم أنت الذي لا يعرفه أحد لأنه بسيط وهامشي وعادي ومتواضع رغم أنك أنت من تصنع لنا التغيير أنت الذي ستحشر مع وطن يوم لا ظل إلا ظلة فأنت أحببته لوجه الله وتعلق قلبك به كأنه محراب لأداء مناسك بطولتك فيه، تحلم يوماً أن تتزوج وتنجب مِن مَن تحب ولكنك في وطن " عاقر " يخرج فيه ألف مسيخ دجال كل ليلة.هل تعلم أني حين أخرج في مظاهره ما لا أرفع صوراً لجيفارا أو نيلسون منديلاً فصورك تغنيني عن ذلك ، وهل تعلم أني لا أقتبس مقولات مارتن لوثر كنغ أو المهاتيما غاندي في صفحتي على الفيس بوك فكلامك يكفيني ، أنت أيها الـ لا محدود رغم كل تواضعك ولهجتك البدوية المنعشة مشهور جداً في قلبي، نصائحك تلهمني متعة الصبر خلف القضبان البشرية ونبرة صوتك هي أغنيتي المحببة التي أسمعها كل صباح مع فنجان من قصصك الأشبه بالأساطير. أسلم عليك في كل مجلس لا طلباً للحسنات وإنما إجلال لشخصك وكفى –وأعترف بذلك- أعرف أني أبالغ أحياناً في تصويري لك حتى تغار منك دفاتري ولكن صدقني المحبة تفعل أكثر دون شعور .أنت أيها الـ لا محدود يا أنا يا أحمد يا حسين يا زينب يا بدور يا فارس يا بسمة يا صباح وطني المثقل بجفونه يا قصيدة فخر تمنح الإباء لكل من يسمعها يا من ترفع أدوات النداء بقيمة المنادى يا من تمنح تراب عمرك الثمين لأمثالي من الجبناء يا من ترفع صوتك دون الاكتراث بأتيكيت الكلام يا من تصدح فينا مجداً شعراً خلوداً وألق كمئذنة لا تكل من تكرار حيا على الفلاح والله أني أحبك وأنا لا أعرفك ولن أعرفك والله أني أشتاق إليك كمشتاق بلا أمل لصحوة جيل مهدور الذوق والعفة.أكتب وأنا أعرف انك لن تقرأني ولن تعرف بشأني ومع ذلك أكتب، أمسح لك جوخك رغم علمي أن لا مصلحة مكتسبة منك، أغار منك وعليك وأنا لا أعرف شهادتك وماهية ملامح وجهك كيف تبدو لكني أحبك ويشقيني ما يشقيك وينصرني من ينصرك وأقسم غيابياً أنك تبادلي ذات المشاعر .