الاندماج بين مكونات المجتمع البحريني يعتبر من أهم ملامح هذه الجزيرة الصغيرة التي تحظى بخصوصية مميزة عن باقي دول الخليج والمنطقة وبالإضافة الى تاريخ التعايش بين الشيعة والسنة فإننا نجد تعايشا واندماجا مع الغير مسلمين من المواطنين بل يفوق ذلك بالتعايش مع الجاليات العربية والغير العربية أيضا.
ظهرت دعوات مقاطعة الشيعة والتي بدأها تجمع الوحدة الوطنية الذي اعلن عن تأسيس سوق للخضروات والسمك لهدف توفير بدائل للتجار الشيعة وفعلا تفاعلت الجماهير مع المقاطعة وتوسعت بعد ذلك لتطال المحال التجارية في الأسواق والمجمعات والمطاعم بل حتى الشركات الخاصة
استمر الحال هكذا الى أن وصلنا لفصل الموظفين الشيعة من المؤسسات الحكومية والخاصة خصوصا اولئك الذين شاركوا في اعتصام الدوار او تواجدوا في مستشفى السلمانية وقد ساهم بعض أبناء الطائفة السنية بذلك عن طريق الوشاية والتبليغ وتبادل صور عليها دوائر مع كتابة الاسماء بل وصل الحال للتحريض على اعتقالهم, وفي المقابل انتشرت صور لمواطنين سنة على أنهم كانوا سببا لقطع الارزاق عن طريق مشاركتهم في لجان التحقيق التي كانت تقام في الدوائر الحكومية والشركات الكبيرة وبالطبع انا اتكلم فقط على مستوى الأفراد
ما الحل ؟! هل المشاريع التي تقدم بها البعض
كالناشط الاجتماعي سهيل القصيبي بمحاولة تطبيق التجربة الايرلندية؟ ام الجمعيات
التي ذكرت مثال المصالحة في جنوب افريقيا ؟ نحن على مستوى الأفراد ما الذي يمكننا
فعله ؟ عوائلنا,علاقتنا الاجتماعية في العمل والمدرسة والجامعة والحي
الذي نسكن
فيه, هل ثلاث سنوات غير كافية لمعرفة ان كل
ما جرى كان مدبر له ومعد بإتقان ؟ هل نترك الأمر ليعالجه الزمن؟ أم نبادر بردء الصدع ؟ أسئلة اطرحها كرسالة للمواطن البحريني الشيعي والمواطن البحريني السني ...
أحمد حبيب
أحمد حبيب