أيها العابرون

هنا متسع للأسئلة / الكلام / الصمت / الضحك الطويل .. قوموا من سباتكم .. و اهجروا قبوركم .. سدوا ثغورَ هالاتِكم بالذِكر .. تجوَّلوا في محراب عالمي .. وتحصّنوا بإسم الله من همزات الشياطين.. وبالصلاة على رسوله وآله من عفاريتِ الجن التي تسترق السمع!
أهلا بكم أيها العابرون

الاثنين، 19 مايو 2014

الطائفية في البحرين متى بدأت ومتى ستنتهي؟!




الاندماج بين مكونات المجتمع البحريني يعتبر من أهم ملامح هذه الجزيرة الصغيرة التي تحظى بخصوصية مميزة عن باقي دول الخليج والمنطقة وبالإضافة الى تاريخ التعايش بين الشيعة والسنة فإننا نجد تعايشا واندماجا مع الغير مسلمين من المواطنين بل يفوق ذلك بالتعايش مع الجاليات العربية والغير العربية  أيضا.




 هذا الاندماج الذي يحسدنا عليه القاصي والداني بدأ يتصدع في عام 2011 الذي شهد في مطلعه  اعتصام دوار اللؤلؤة الحاشد ثم تدخل الجيش وعسكرة البلاد وهدم الدوار وتغيير مسماه الرسمي من دوار مجلس التعاون الى تقاطع الفاروق نسبة للخليفة الثاني وتزامن مع ذلك قيام كيان تجمع الوحدة الوطنية ككيان سني تحت مسمى أبناء الفاتح او كما سمّاه الإعلام الرسمي بالمارد السني والذي اتخذ من مسجد الفاتح بمنطقة الجفير مقرا لاعتصاماته التي بدأت حاشدة الى أن تفكك وتقسم وتحول الى إئتلاف جمعيات مؤخرا

 
مرحلة قاسية مرت على المجتمع البحريني , أحداث مستشفى السلمانية, أحداث جامعة البحرين, مظاهر أمنية ودبابات وجنود وحظرا للتجوال. أثناء كل ذلك قامت جهات مجهولة بنشر الإشاعات وبث الصور المفبركة وتخويف الطائفتين من بعضهما البعض وقد تم تخويف العوائل السنية تحديدا بوجود ميليشيات شيعية ستهجم على المناطق السنية وستغتصب النساء وستقتل وتحرق! مما جعل البعض يطلق دعوات لتشكيل ميلشيات مضادة ونصب نقاط تفتيش أهلية لحماية الأحياء السكنية السنية من الخطر الشيعي المزعوم! وقد عاشوا في وهم الخوف من وجود خطر يحوم حولهم وحول أطفالهم.

 
مع انتشار الشائعات تمرست بعض الأقلام والخطباء ونشطاء سياسة ومجتمع بدعم وترويج قضايا قد تم كشف زيفها بعد عدة أشهر كقضية كقطع لسان مؤذن وتكسير المساجد السنية وقتل المرضى في السلمانية وخطف المواطنين إذ تصدرت المشهد قصة خطف مواطن سني في البلاد القديم والتي تم إطلاق اسم "هوز مان" عليها إشارة لعدم تصديق القصة بتفاصيلها, هذه وغيرها من القصص كان عامة الناس يستقبلها دون تفكير او تدقيق.

حصلت ردة فعل انتقامية لكل ما له علاقة بالطائفة الشيعية على اعتبار ان الشيعة يرفضون الوجود السني في البحرين ويريدون طردهم واستباحة اموالهم وكلها امور بنيت على قصص لا يوجد لها في ارض الواقع سببها التزوير وبث الفتنة.


 
ظهرت دعوات مقاطعة الشيعة والتي بدأها تجمع الوحدة الوطنية الذي اعلن عن تأسيس سوق للخضروات والسمك لهدف توفير بدائل للتجار الشيعة وفعلا تفاعلت الجماهير مع المقاطعة وتوسعت بعد ذلك لتطال المحال التجارية في الأسواق والمجمعات والمطاعم بل حتى الشركات الخاصة

في المقابل انتشرت قوائم مقاطعة عكسية لمحال تجارية يملكها أفرادا من الطائفة السنية وظهرت مصطلحات لم تكن حاضرة قط في اوساط المجتمع البحريني منها: بطلجي طبّال, مرتزق, وفي المقابل خونة, صفويين أبناء متعة.



استمر الحال هكذا الى أن وصلنا لفصل الموظفين الشيعة من المؤسسات الحكومية والخاصة خصوصا اولئك الذين شاركوا في اعتصام الدوار او تواجدوا في مستشفى السلمانية  وقد ساهم بعض أبناء الطائفة السنية بذلك عن طريق الوشاية والتبليغ وتبادل صور عليها دوائر مع كتابة الاسماء بل وصل الحال للتحريض على اعتقالهم, وفي المقابل انتشرت صور لمواطنين سنة على أنهم كانوا سببا لقطع الارزاق عن طريق مشاركتهم في لجان التحقيق التي كانت تقام في الدوائر الحكومية والشركات الكبيرة وبالطبع انا اتكلم فقط على مستوى الأفراد

توالت الأحداث واتسع الشرخ بين الطائفتين وبات صوت الاعتدال نشاز فإما ان تكون ( طبالاً أو إنقلابياً خائنا ) على اعتبار انها المفردات الشائعة. والآن وبعد ثلاث سنوات مازال الحال كما هو حتى وإن قلت حدته لكنه يعاود للسطح مع أتفه قضية عابرة.

ما الحل ؟! هل المشاريع التي تقدم بها البعض كالناشط الاجتماعي سهيل القصيبي بمحاولة تطبيق التجربة الايرلندية؟ ام الجمعيات التي ذكرت مثال المصالحة في جنوب افريقيا ؟ نحن على مستوى الأفراد ما الذي يمكننا فعله ؟ عوائلنا,علاقتنا الاجتماعية في العمل والمدرسة والجامعة والحي الذي نسكن فيه, هل ثلاث سنوات غير كافية لمعرفة ان كل ما جرى كان مدبر له ومعد بإتقان ؟ هل نترك الأمر ليعالجه الزمن؟ أم نبادر بردء الصدع ؟ أسئلة اطرحها كرسالة للمواطن البحريني الشيعي والمواطن البحريني السني ...

أحمد حبيب  

 

ليست هناك تعليقات: