أيها العابرون

هنا متسع للأسئلة / الكلام / الصمت / الضحك الطويل .. قوموا من سباتكم .. و اهجروا قبوركم .. سدوا ثغورَ هالاتِكم بالذِكر .. تجوَّلوا في محراب عالمي .. وتحصّنوا بإسم الله من همزات الشياطين.. وبالصلاة على رسوله وآله من عفاريتِ الجن التي تسترق السمع!
أهلا بكم أيها العابرون

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

عندما تصل الازدواجية لشرف المرأة


شرف المرأة على مدى الأزمنة والقرون وامتداد الحضارات وتنوع الشعوب واختلاف الأديان والمذاهب والمعتقدات له خصوصية في انعكاس ثقافة المجتمع التي تنتمي اليه حتى صار الشرف من الامور التي تّقاس به نظافة ورقي وأصالة اي مجتمع, ففيه يشرعن رجال الدين ويكتب فيه الشعراء ويستشهد الفلاسفة بل قد يكون سببا لإحلال الفوضى بالحروب وطلب الثأر والانتقام حتى وصل العرب في الجاهلية لإعتبار المرأة شيئا يمكنه أن ينكس الرأس فقام بعضهم بوأد الأجنة الإناث بدعوى الخوف من المساس بالعفة والشرف مستقبلا! هذه الخصوصية الحساسة جدا مازالت بذات الوزن في المجتمعات الشرقية عموما والخليجية خصوصا فللمرأة السعودية على سبيل المثال مكانتها المحترمة في مجتمعها وكذلك الإماراتية والقطرية وباقي نساء الخليج, مكانتهن مصانة عرفا وتقليدا قبل ان تكون شرعاً وديناً.


احترام المراة في المجتمع الخليجي يتجلى واضحا حتى في أبسط الأمور فلا يمكنك ان ترى امرأة تقف في الشارع دون المسارعة في تقديم الخدمة لها على عكس لو كان الواقف رجلاً, كذلك لو حاولنا سؤال أحدهم ما اسم أمك او أختك ؟! ترى احمرار عينه التي يشوبها الغضب من السؤال لانه يعتبر حتى الاسم أمر تابع لشرف امه واخته.

وبالحديث عن مجتمعنا البحريني بشكل خاص ففي مارس 2011 انتشر خبر استشهاد الشهيدة بهية العرادي وقد سبب الخبر صدمة لا يمكن وصفها إذ كانت أول شهيدة وبسببها شهدت العاصمة المنامة جنازة هي الأكبر في تاريخها فقد شارك المواطنون في تشييعها رغم الاستنفار الأمني وحالة الخوف وعدم الامان من انتشار الجيش في كل الشوارع ,
أما بتاريخ 27 مارس 2011 فقد تم إعتقال فضيلة المبارك من إحدى نقاط التفتيش التي كانت منتشرة في كل مكان وبغض النظر عن سبب الإعتقال وطريقته إلا ان الأمر احدث هزة كبيرة في اوساط المجتمع البحريني فاقت حتى خبر استشهاد بهية وكان السؤال : (إمرأة بحرينية معتلقة ؟!) لم يتعود مجتمع البحريني المحافظ ان يسمع خبرا من هذا النوع ورغم إعلان حالة السلامة الوطنية إلا ان الامر أخذ صداه بطريقة قاسية وصار حديث الساعة وبدى كيف كان واضحا تأثيره بدرجة فاق التأثر بسماع خبر استشهاد شاب او فقد آخر, وتوالت بعدها الإعتقالات والمحاكم التي طالت العديد من النساء وكنا نسمع ببعض القصص والأمور الشنيعة التي كانت تحصل في المعتقل والتي ذُكر بعضٌ منها في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق وأمور أخرى الى الآن لم نعرفها الى الان لما لها من مساس مباشر بالشرف.
ولم يكتفي الامر في المعتقل فقط حيث صار التعدي على كيان تلك الخصوصية ليصل للشارع والمجمع وحتى المنزل! في ظل صمت الجهات الرسمية والغير رسمية كوزير حقوق الإنسان والمجلس الأعلى للمرأة وخطباء الجمعة والصحف والمثقفين والوجهاء وغيرهم!
وبعد عام ونصف ومع استمرار المشاهد التي لم يوقفها تصريح مسئول او قرار محكمة او حتى غضب رجال الدين فقد صار سماع خبر إعتقال إمراة أو ضرب اخرى في الشارع ليس بالشيء المثير للإستغراب بل حتى هتك حرمة منزل ودخول رجال على إمرأة تستحم ليس بالامر الذي يجب ان نكترث له!
اتسائل ماذا لو قام أحدهم بضرب إمرأة سعودية واجبارها على الانبطاح في الشارع على وجهها؟
ماذا لو تم إعتقال قطرية وأُشيع خبر بأنها تعرض للتحرش الجنسي ؟
ماذا لو تم اقتحام منزل مواطن اماراتي ودخول الرجال على زوجته وهي تستحم ؟
ماذا لو تم إجبار مواطنة عمانية بخلع ثيابها وتصويرها ؟
أما في الكويت كم وزير – سيطير- لو تم اصابة مواطنة كويتية بطلقة مطاطية او قنبلة صوتية حتى لو كانت بالخطأ ؟

أين الخلل تحديدا ؟!

أحمد حبيب
17-07-2012

ليست هناك تعليقات: