أيها العابرون

هنا متسع للأسئلة / الكلام / الصمت / الضحك الطويل .. قوموا من سباتكم .. و اهجروا قبوركم .. سدوا ثغورَ هالاتِكم بالذِكر .. تجوَّلوا في محراب عالمي .. وتحصّنوا بإسم الله من همزات الشياطين.. وبالصلاة على رسوله وآله من عفاريتِ الجن التي تسترق السمع!
أهلا بكم أيها العابرون

الأحد، 5 فبراير 2012

الفيلسوف والمفكر والفقيه العلامة الشيخ ميثم البحراني 1238 - 1299م


هو الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، ولد في البحرين في عام 1238م إن الحديث عن ابن ميثم وتجليل ذكراه العطرة اليوم يشدنا إلى معرفة ملامح شخصية هذا العالم الكبير والمؤهلات التي أوجدته وأبرزته علماً كبيراً، وفقيهاً ومتكلماً في تلك الحقبة من الزمن التي عاشها، كما يدعونا الى معرفة الأوضاع السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك، والتي عاصرها الشيخ الفيلسوف الفقيه ميثم بن علي ابن ميثم البحراني.
فالبحرين التي هي مسقط رأس عالمنا الكبير ومنذ القدم كانت لها مكانة مرموقة ومعروفة على المستوى الإداري للدولة الإسلامية، أو على مستوى الدراسات الدينية والحوزات العلمية، وكذا للباحثين عن العلم والمعرفة، وكانت تقصد من جميع الأصقاع غرباً وشرقاً لدرجة أن عبر عنها العديد من الباحثين أنها (مأوى لكل من أراد العلم والأمان(

فقد كان يقصدها العلماء مهاجرين خوفا من جور السلاطين الطغاة مما جعلها مركزا يتجمع فيه العلماء والجهابذة من أهل العلم، الأمر الذي أدى إلى إثراء الحركة العلمية في الفقه وأصوله والفلسفة والآداب ومختلف صنوف المعرفة والعلوم، ولا تزال شواهد قبور هؤلاء العظماء وأضرحتهم شاهدا من الشواهد الشاخصة على احتواء هذه الأرض الطيبة وجمعها لعظماء العلم وأساطينه.

ولد شيخنا الجليل ميثم البحراني رضي الله عنه عام 636 هجرية في قرية الماحوز القريبة من العاصمة المنامة في البحرين(1) وكانت تسمى هذه سابقاً بـ (هرته) وفيها عيناً تسمى باسم هذه القرية، لكن ردمت هذه العين كما حصل لغيرها بعد أن نضبت مياهها. وقد وافاه الأجل عام 699هـ - 1299م ودفن في قرية (هرته) بالماحوز وبني عنده مسجد سمي باسمه، وكان منذ صغره معروفاً بالذكاء وقد شغل بالدرس منذ الصغر وتدرج في مسالك العلم، وكان من ابرز أساتذته آنذاك.

ـ الشيخ جمال الدين علي بن سليمان البحراني. ـ الشيخ أبو السعادات اسعد بن عبدالقاهر بن اسعد الهلالي. ـ وكذلك المولى نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي.

كما درس على نخبة من طلاب المعرفة، وتخرج هؤلاء التلاميذ الذين يعدون من ابرز فقهاء وعلماء عصرهم، وهو دليل على عظمة شيخنا الجليل ومنهم: الشيخ محمد جهم الأسدي الحلي. ـ المولى نصير الدين الطوسي. ـ العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر. ـ السيد عبدالكريم بن احمد بن طاووس الحلي. ـ الشيخ عبدالله بن صالح البحراني.

وقد امتاز الشيخ البحراني ابن ميثم بأسلوب علمي رائع، كما امتاز الشيخ بأخلاقه العالية ومشاركاته العلمية في زياراته لمركز العلم في النجف الأشرف وغيرها من المدن العلمية المشهورة، وعقد جلسات نقاش وعلم مع الكثير من العلماء والفضلاء، حتى قال فيه الكثير من العلماء تعريفاً ومدحاً بمنزلته العلمية، وكتب عنه البعض الآخر.

فقد وصفه الشيخ سليمان الماحوزي قائلاً: (الشيخ ميثم بن علي البحراني، هو الفيلسوف المحقق، الحكيم المدقق، قدوة المتكلمين، وزبدة الفقهاء المحدثين، العالم الرباني كمال الدين ميثم البحراني، غواص بحر المعارف ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، ضم إلى إحاطاته بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكيمة والفنون العقلية ذوقاً جيداً في العلوم


ابن ميثم البحراني العالم البحراني الكبير الذي ولد ومات في ارض البحرين.

وقد كانت ولادته في أواخر عصر المستنصر بالله العباسي (623-640هـ) أي عام 636حتى عام 699هـ وفي الرابعة من عمره توفي المستنصر وخلفه ابنه عبدالله المستعصم بالله عام (640) فأوكل تدبير الملك إلى وزيره أبي طالب محمد بن علي بن محمد القمي العلقمي وأشتغل هو يلعب بالطيور وضرب الطنبور واللهو والفجور، وأغار ابن الخليفة أبو بكر على محلة (الكرخ) مسكن الشيعة في بغداد فنهبها واسر جمعاً كثيراً من سادة الشيعة ومعهم ألف امرأة أو فتاة منهم فتصدى الوزير العلقمي القمي لزوال آل العباسي، أملاً بان يليها أحد السادة العلويين(6). كما أثيرت الفتن والتهم الزائفة ومنها موضوع الإمامة، الأمر الذي جعل علماءنا يبادرون إلى تأليف الكتب والرسائل في موضوع الإمامة وشتى جوانبه العقلية والنقلية التاريخية، كما تصدوا للشبهات الواردة في هذا الموضوع، أو التي يمكن أن تثار في المستقبل، مما دفع العلامة الكبير الى تأليف كتاب رائع في هذا المضمار وسماه بـ (النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة) ويعتبر من خيرة الكتب المؤلفة في هذا الموضوع؛ حيث أعطى الموضوع، ما يجب أن يعطيه حيث احتوى الكتاب على أهم المسائل المتعلقة بمبحث الإمامة، إضافة إلى ذكر الآراء المتضاربة فيها ثم بيان الرأي الراجح والعودة إلى الآراء المخالفة لمناقشتها استدلالياً ليثبت المؤلف (الشيخ ابن ميثم) الرأي المختار، كما يشير إلى المناقشات الواردة في الدلالة، ملتزما بالطريق العقلي السليم، بعيداً عن كل تحيز، بل فقط الدفاع عن الحق وعن الدين.

قبره في منطقة الماحوز وهو مقام تاريخي ومعلم من معالم البحرين

فيديو للمسجد الذي بني فوق مثواه الاخير
http://www.youtube.com/watch?v=UtWdj70WAuw

ملاحظة:

يمكنكم القراءة الموسعة في تاريخ فيلسوف البحرين والعالم الاسلامي عن طريق قراءة كتاب ( الشيخ ميثم البحراني يخترق العصر) للباحث الدكتور صباح نكه

المصادر: موقع بيات , مزارات البحرين , مؤتمر علماء الدين الشيعة والسنة 2007

الخميس، 2 فبراير 2012

آخر مقال كتبه المدون الشهيد زكريا العشيري .. أنا انسان قبل أن أكون شيعيا


الشهيد زكريا راشد حسن 9 ابريل 2011 العمر 40 سنة من منطقة الدير .. استشهد في السجن بعد إعتقاله بأيام حيث أعلنت الداخلية أن سبب الوفاه مرض السكلر في حين ان الصور تبين آثار التعذيب على جسده

وهنا المقال الاخير الذي كتبته قبل ايام تحت عنوان:

أنا إنسان قبل أن أكون شيعياً

أتنقل بين القنوات الفضائية وأُقلب صفحات الجرائد وأبحث فى محرك جوجل عن من ينصفنا فى تحركنا الشعبي السلمي السياسي المطالب بسماع صوتنا وتحقيق مطالبنا الحقة التي أقرتها السماوات السبع والأرضين وجميع الكائنات وهي المطالب التي يتمتع بها زملائنا فى البشرية بل المتفضلين علينا بالاختراعات والتطور التكنلوجي الهائل الذين جعلوا حياتنا ايزي وسبيد ودوت كوم واس ام اس وايميل وبي بي ؟!؟ مطالب قاب قوسين على تحقيقها الشعبان الشقيقان المصري والتونسي كما يحذو حذوهم شعبي ليبيا واليمن؟! رأيت فى الصحف تاييد كاسح لأخوتنا المصريين والتوانسه والليبيين ؟؟!!؟ ووجدت التهليل والتكبير من مختلف اصناف البشر لعزيمة وإصرار تلك الشعوب واكبارا لأهدافهم النبيلة الانسانية فى العيش بالطريقة التي يقررونها والتي تناسب العصر وتطلعات الشعوب فى الحياة الكريمة الهادفة لرفعة الأوطان والشعوب. توقعت أن نشهد نفس المواقف لما يجري فى البحرين فاعتقدت أن قناة الجزيرة ستنصب كاميرا تبث حدث اعتصام اللؤلؤة مباشرة وخلت أن العربية ستخصص بضع ساعات للحدث نفسه غير أن الصدمة كانت كبيرة من التغاضي والتجاهل عن الحدث والمرور على استحياء بما يجري قد يكون حياء أو ذرا للرماد فى العيون أم ماذا؟ هل الحق يتجزء ؟ هل المعايير تختلف باختلاف الجغرافيا!! هاه وجدتها إنها صبغتنا الطائفية؟ هل ذنبنا أن خلقنا شيعة منذ أن وصلت دعوة الرسول الكريم عليه وآله وصحبة الصلاة والسلام! دخل أجدادنا الدين الجديد بدون حرب ولا تكابر بل باقتناع وحوار. هل ذنبنا أن وجدنا جنب الجارة الشيعية ايران؟ هل نتحمل ذلك الذنب وبالتالي علينا السكوت والخنوع والخرس عن المطالبة بحق بعدما فتحت الطريق ثورة أخواننا الشعوب العربية وعبدته بدمائها؟ والا سنواجه سهام الشتم والتعتيم الظالم؟! هل كل ذلك يبرر اخراس صوتنا والتنكر لحقنا؟ أهذا من الدين والخلق والمبادىء فى شيء؟ ولولا آراء بعض المثقفين والرموز الاعلامية فى الوطن العربي كالاعلامي المصري حافظ الميرازي وجريدة القدس العربي وبعض الكتاب هنا وهناك لظننا أن العالم الاسلامي خلى من المنصفين والمحبين لحق الشعوب؟ لماذا يصح معارضة الحاكم فى دولة ما ولا يصح فى دولة أخرى؟!؟ لماذا تكون معارضة الحاكم فى مصر ثورة وجهاد وعدالة بينما فى البحرين تكون عدم ولاء وخيانة للوطن؟؟! أخيرا أوجه عتاب لمؤسساتنا وقنوانتا فى دول مجلس التعاون الخليجي واقول أن أنظمة الحكم قد تتبدل وتتغير لكن الشعوب هي الباقية وما يحدث الآن سيكون لها بصمة فى المستقبل فأرجوا أن تكون خطواتكم موزونه وتأخذ بعين الاعتبار حق الجميع فى العيش والمطالبة بالحقوق فلست افهم إظهار الدعم والتأييد للشعب الليبي الشقيق وهو مستحق لكل دعم ومؤازرة لكنكم تتجاهلون حق اخوانكم البحريين بالدعم والمؤازرة والنصيحة لنظام الحكم لا بالتطبيل للنظام والكيل بمكيالين ؟!؟ فكلنا رأى هبة وزراء خارجية دول المجلس والأمين العام بنصر الشعب الليبي بينما يتوعدون شعب البحرين ويقولون أن البحرين خط أحمر وكأننا جئنا من الفضاء ولسنا شعب يطالب بالحقوق كبيقية شعوب العالم. لا نطلب مالا فالمال موجود ولا عتادا فحركتنا سلمية ولا تأييدا فالله ناصرنا لكننا نطلب قليلا من الانصاف وعدم الكيل بمكيالين ومعايير ليس فيها من العدل والقيم الانسانية شيئا.